الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية شهادة مثيرة لمرشد سياحي تروي لحظات الرعب الأولى التي عايشها السياح في باردو

نشر في  24 مارس 2015  (14:40)

 قدّم المرشد السياحي الذي تمكن من إنقاذ أرواح 100 سائح أجنبي والعودة بهم سالمين إلى ميناء حلق الوادي بعد الهجوم الإرهابي الذي جد يوم الأربعاء 18 مارس الجاري بمتحف باردو، شهادة حيّة ومثيرة لـ"وات" أرّخت لحظات الرعب التي عايشها إثر الهجوم المذكور. وقال أنّه لن ينسى مشهد الطفلة الايطالية وهى تمسك بجزء من سرواله وتسأله في ذعر "هل سنعود إلى منزلنا سيدي".

وأضاف المرشد أنه كان يتوقع أنّ يوم هجمة باردو سيكون يوما من أروع أيام السياحة في تونس وواصل قائلا كنت المرشد السياحي على الحافلة رقم 27 وكنت أنتظر قدوم حرفائي الايطاليين البالغ عددهم 41 شخصا لمرافقتهم في جولة بالمدينة العتيقة للعاصمة ثم في زيارة إلى متحف باردو والتوجه بعد ذلك إلى ضاحيتى قرطاج وسيدى بوسعيد، كان أغلب حرفائي من المتقدمين في السن وكانت من ضمنهم عائلة تتكون من أب كهل وأم وطفلة".

وأضاف في روايته للأحداث الفظيعة التي عايشها قائلا: "في الحادية عشرة والنصف صباحا عاودنا امتطاء الحافلة وكان اتجاهنا متحف باردو، ووصلنا إلى هنالك في حدود الساعة الثانية عشرة إلا عشر دقائق لم أنظر إلى الساعة ولكن المدة الفاصلة بين ساحة القصبة ومتحف باردو لا تزيد في أقصى الحالات عن عشرين دقيقة اقتربت الحافلة المقلة للايطاليين من الباب الزجاجي للمتحف حتى أصبحت لا تفصلها عنه سوى عشرة أمتار".

وأكّد المرشد في شهادته بأنّه كان أول النازلين من الحافلة السياحية ولحق به بعد لحظات اثنان من حرفائه ليخبره أحدهما أنهم يطلقون الرصاص صوب السياح المتواجدين أمام المتحف. مشيرا إلى أنّه لم يتبادر أبدا إلى ذهنه أن إرهابيين يتربصون بالسياح، حيث اعتقد بأنّه مجرد صوت فرقعة لكن سرعان ما تبين أن طلقا مسترسلا من الرصاص أرسله الفاعلون باتجاههم. وواصل أنّه عندما تأكد من أنّ هجوما إرهابيا استهدف المتحف سارع ومن معه دون تفكير نحو مدخل المتحف الزجاجي للمتحف والتفت وعند ركضه إلى حيث الحافلة لتبيّن الأمر، فإذا به يشاهد أحد الإرهابيين يصارع سلاحه من أجل إرسال وابل آخر من الرصاص.

ووصف المرشد السياحي الإرهابي الذي شاهده فقال" كان يبدو شخصا قصير القامة وقد لاحظت عدم قدرته على التحكم في سلاحه لمدة ثلاث أو أربع ثوان"، مضيفا " كان طلق الرصاص كثيفا وشممنا رائحة احتراق البارود ورأينا عبوات الرصاص الفارغة تتطاير. تيقنت أننا تحت وطأة عملية إرهابية خطيرة جدا ولم نكن نعلم عدد منفذيها. رغم كل الإيمان الذي تملكني كرهت أن أكون أنا ومن معي ضحية موت مجاني رخيص، ساعتها كانت تربض أمام باب المتحف ثمانية حافلات سياحية.

حاول الجميع الركض نحو المتحف وكان صوت الرصاص وحشيا يأبى أن يقطع استرساله. كنت أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن نحتمي في الجناح الأرضي للمتحف أو الصعود إلى الطابق العلوى. فقدت القدرة على التفكير وحالة الذعر التي سرت في دمائنا من أثر الصدمة جعلتنا عاجزين عن التصرف.

وقتها أحسست أني المسؤول الأول عن سلامة هؤلاء الضيوف ولا بد أن أنقذهم وأنقذ نفسي. ألهمني الله أن أتجه بهؤلاء السياح إلى غرفة في المتحف واعترضنا زميلي رفقة حرفائه فمضينا جميعنا إلى هناك. لم تصبح الغرفة قاعة عرض رسمية بعد وكان بها باب حديدى متين دلفنا الى جوفها وأغلقنا باب الحديد وحاولت أنا وزميلي أن نقنع كل السياح الذين معنا وقد قارب عددهم المائة أننا أضحينا تقريبا في مأمن".